وَمَا يُشِير إِلَيْهِ أَحْيَانًا فِي الْإِحْيَاء وَغَيره فَإِنَّهُ كثيرا مَا يَقع فِي كَلَامه مَا هُوَ مَأْخُوذ من كَلَام الفلاسفة ويخلطه بِكَلَام الصُّوفِيَّة أَو عباراتهم فَيَقَع فِيهِ كثير من المتصوفة الَّذين لَا يميزون بَين حَقِيقَة دين الْإِسْلَام وَبَين مَا يُخَالِفهُ من الفلسفة الْفَاسِدَة وَغَيرهَا لَا سِيمَا إِذا بني على ذَلِك وَاتَّبَعت لوازمه فَإِنَّهُ يُفْضِي إِلَى قَول ابْن سبعين وَابْن عَرَبِيّ صَاحب الفصوص وأمثالهما مِمَّن يَقُول بِمثل هَذَا الْكَلَام وَحَقِيقَة مَذْهَبهم يؤول إِلَى التعطيل الْمَحْض وَأَنه لَيْسَ للْعَالم رب مباين لَهُ بل الْخَالِق هُوَ الْمَخْلُوق والمخلوق هُوَ الْخَالِق
مقَالَة ابْن عَرَبِيّ فِي الفصوص
كَمَا قَالَ صَاحب الفصوص وَمن أَسْمَائِهِ الْحسنى الْعلي على من وَمَا تمّ إِلَّا هُوَ أَو عَن مَاذَا وَمَا هُوَ إِلَّا هُوَ فَعَلُوهُ لنَفسِهِ وَهُوَ من حَيْثُ الْوُجُود عين الموجودات فالمسمى محدثات هِيَ الْعلية لذاتها وَلَيْسَت إِلَّا هُوَ
إِلَى أَن قَالَ فَهُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن فَهُوَ عين مَا ظهر وَهُوَ عين مَا بطن فِي حَال ظُهُوره وَمَا ثمَّ من يرَاهُ غَيره وَمَا ثمَّ يبطن عَنهُ سواهُ فَهُوَ ظَاهر لنَفسِهِ بَاطِن عَنهُ وَهُوَ الْمُسَمّى أَبُو سعيد الخراز وَغير ذَلِك من أَسمَاء المحدثات
إِلَى أَن قَالَ وَمن عرف مَا قَرَّرْنَاهُ فِي الْأَعْدَاد وَأَن نَفيهَا عين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute