كَمَا قَالَ تَعَالَى ادخُلُوا الْبَاب سجدا وَقُولُوا حطة [سُورَة الْبَقَرَة ٥٨] وَإِنَّمَا قيل ادخلوه ركعا وَمِنْهُم من يسْجد على جنب كاليهود فالسجود اسْم جنس وَلَكِن لما شاع سُجُود الْآدَمِيّين الْمُسلمين صَار كثير من النَّاس يظنّ أَن هَذَا هُوَ سُجُود كل أحد كَمَا فِي لفظ الْقُنُوت
وَكَذَلِكَ لفظ الصَّلَاة لما كَانَ الْمُسلمُونَ يصلونَ الصَّلَاة الْمَعْرُوفَة صَار يظنّ من يظنّ أَن كل من صلى فَهَكَذَا يُصَلِّي حَتَّى صَار بعض أهل الْكتاب ينفرون من قَوْلنَا إِن الله يُصَلِّي وينزهونه عَن ذَلِك فَإِنَّهُم لم يعرفوا من لفظ الصَّلَاة إِلَّا دُعَاء الْمُصَلِّي لغيره وخضوعه لَهُ وَلَا ريب أَن الله منزه عَن ذَلِك لَكِن لَيست هَذِه صلَاته سُبْحَانَهُ وَقد قَالَ الله تَعَالَى ألم تَرَ أَن الله يسبح لَهُ من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالطير صافات كل قد علم صلَاته وتسبيحه [سُورَة النُّور ٤١]
وَهُوَ سُبْحَانَهُ قد ذكر سُجُود الظل فِي غير مَوضِع كَقَوْلِه أولم يرَوا إِلَى مَا خلق الله من شَيْء يتفيأ ظلاله عَن الْيَمين وَالشَّمَائِل سجدا لله وهم داخرون [سُورَة النَّحْل ٤٨] وَقَالَ تَعَالَى وَللَّه يسْجد من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا وَكرها وظلالهم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال [سُورَة الرَّعْد ١٥] وَمَعْلُوم أَن الظل إِذا سجد لم يسْجد على سَبْعَة أَعْضَاء يضع رَأسه وَيَديه ثمَّ يرفع رَأسه وَيَديه بل سُجُوده ذله وخضوعه