الْحجَّة الرَّابِعَة:
(الْحجَّة الرَّابِعَة) : قَالُوا: حُلُول الْحَوَادِث بِهِ أفول؛ والخليل قد قَالَ: {لَا أحب الآفلين} و " الآفل " هُوَ المتحرك الَّذِي تقوم لَهُ الْحَوَادِث فَيكون " الْخَلِيل " قد نفى الْمحبَّة عَمَّن تقوم بِهِ الْحَوَادِث فَلَا يكون إِلَهًا.
الرَّد عَلَيْهَا:
و (الْجَواب) : أَن قصَّة الْخَلِيل حجَّة عَلَيْهِم لَا لَهُم؛ وهم المخالفون لإِبْرَاهِيم ولنبينا ولغيرهما من الْأَنْبِيَاء - عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام - وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى قَالَ: {فَلَمَّا جن عَلَيْهِ اللَّيْل رأى كوكبا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أفل قَالَ لَا أحب الآفلين} {فَلَمَّا رأى الْقَمَر بازغا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أفل قَالَ لَئِن لم يهدني رَبِّي لأكونن من الْقَوْم الضَّالّين} {فَلَمَّا رأى الشَّمْس بازغة قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أكبر فَلَمَّا أفلت قَالَ يَا قوم إِنِّي بَرِيء مِمَّا تشركون} {إِنِّي وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا وَمَا أَنا من الْمُشْركين} .
فقد أخبر الله فِي كِتَابه: أَنه من حِين بزغ الْكَوْكَب وَالْقَمَر وَالشَّمْس وَإِلَى حِين أفولها لم يقل الْخَلِيل: لَا أحب البازغين وَلَا المتحركين وَلَا المتحولين وَلَا أحب من تقوم بِهِ الحركات وَلَا الْحَوَادِث وَلَا قَالَ شَيْئا مِمَّا يَقُوله النفاة حَتَّى أفل الْكَوْكَب وَالشَّمْس وَالْقَمَر.
و" الأفول " بِاتِّفَاق أهل اللُّغَة وَالتَّفْسِير: هُوَ المغيب والاحتجاب؛ بل هَذَا مَعْلُوم بالاضطرار من لُغَة الْعَرَب الَّتِي نزل بهَا الْقُرْآن وَهُوَ المُرَاد بِاتِّفَاق الْعلمَاء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute