مَا يخافونه من الْأَعْدَاء فَهُوَ أعظم النَّاس خوفًا وَلَا عيشة لخائف وَأما الْعَاجِز مِنْهُم فَهُوَ فِي عَذَاب عَظِيم لَا يزَال فِي أَسف على مَا فَاتَهُ وعَلى مَا أَصَابَهُ
وَأما الْمُؤمن فَهُوَ مَعَ مقدرته لَهُ من الْإِرَادَة الصَّالِحَة والعلوم النافعة مَا يُوجب طمأنينة قلبه وانشراح صَدره بِمَا يَفْعَله من الْأَعْمَال الصَّالِحَة وَله من الطُّمَأْنِينَة وقرة الْعين مَا لَا يُمكن وَصفه وَهُوَ مَعَ عَجزه أَيْضا لَهُ من أَنْوَاع الإرادات الصَّالِحَة والعلوم النافعة الَّتِي يتنعم بهَا مَا لَا يُمكن وَصفه
لذات أهل الْبر أعظم من لذات أهل الْفُجُور
وكل هَذَا محسوس مجرب وَإِنَّمَا يَقع غلط أَكثر النَّاس أَنه قد أحس بِظَاهِر من لذات أهل الْفُجُور وذاقها وَلم يذقْ لذات أهل الْبر وَلم يخبرها وَلَكِن أَكثر النَّاس جهال كَمَا لَا يسمعُونَ وَلَا يعْقلُونَ وَهَذَا الْجَهْل لعدم شُهُود حَقِيقَة الْإِيمَان وَوُجُود حلاوته وذوق طعمه انْضَمَّ إِلَيْهِ أَيْضا جهل كثير من الْمُتَكَلِّمين فِي الْعلم بِحَقِيقَة مَا فِي أَمر الله من الْمصلحَة وَالْمَنْفَعَة وَمَا فِي خلقه أَيْضا لعَبْدِهِ الْمُؤمن من الْمَنْفَعَة والمصلحة فَاجْتمع الْجَهْل بِمَا أخبر الله بِهِ من خلقه وَأمره وَمَا أشهده عباده من حَقِيقَة الْإِيمَان وَوُجُود حلاوته مَعَ مَا فِي النُّفُوس من الظُّلم مَانِعا للنفوس من عَظِيم نعْمَة الله وكرامته ورضوانه موقعا لَهَا فِي بأسه وعذابه وَسخطه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute