للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَذَلِكَ قَوْله: {ذَلِك بِأَنَّهُم اتبعُوا مَا أَسخط الله وكرهوا رضوانه} فَإِنَّهُ يدل على أَن أَعْمَالهم أسخطته فَهِيَ سَبَب لسخطه وَسخطه عَلَيْهِم بعد الْأَعْمَال؛ لَا قبلهَا.

وَكَذَلِكَ قَوْله: {فَلَمَّا آسفونا انتقمنا مِنْهُم} وَكَذَلِكَ قَوْله: {إِن تكفرُوا فَإِن الله غَنِي عَنْكُم وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر وَإِن تشكروا يرضه لكم} علق الرِّضَا بشكرهم وَجعله مَجْزُومًا جَزَاء لَهُ وَجَزَاء الشَّرْط لَا يكون إِلَّا بعده.

وَكَذَلِكَ قَوْله: {إِن الله يحب التوابين وَيُحب المتطهرين} و {يحب الْمُتَّقِينَ} و {يحب المقسطين} و {يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا} وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَن الْمحبَّة بِسَبَب هَذِه الْأَعْمَال وَهِي جَزَاء لَهَا وَالْجَزَاء إِنَّمَا يكون بعد الْعَمَل وَالسَّبَب.

[فصل]

صفتا السّمع وَالْبَصَر:

وَكَذَلِكَ " السّمع " و " الْبَصَر " " وَالنَّظَر ". قَالَ الله تَعَالَى: {وَقل اعْمَلُوا فسيرى الله عَمَلكُمْ وَرَسُوله} هَذَا فِي حق الْمُنَافِقين وَقَالَ فِي حق التائبين: {وَقل اعْمَلُوا فسيرى الله عَمَلكُمْ وَرَسُوله والمؤمنون} فَقَوله {فسيرى الله} دَلِيل على أَنه يَرَاهَا بعد نزُول هَذِه الْآيَة

<<  <  ج: ص:  >  >>