وحيدا [سُورَة المدثر ١١] وَنَحْو ذَلِك فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وأمثال ذَلِك
الثَّالِث
وَالْقَوْل الثَّالِث أَنه يعلمهَا قبل حدوثها وَيعلمهَا بِعلم آخر حِين وجودهَا وَهَذَا قد حَكَاهُ المتكلمون كَأبي الْمَعَالِي عَن جهم فَقَالُوا إِنَّه ذهب إِلَى إِثْبَات عُلُوم حَادِثَة لله تَعَالَى وَقَالَ البارىء عَالم لنَفسِهِ وَقد كَانَ فِي الْأَزَل عَالما بِنَفسِهِ وَبِمَا سَيكون فَإِذا خلق الْعَالم وتجددت المعلومات أحدث لنَفسِهِ علوما بهَا يعلم المعلومات الْحَادِثَة ثمَّ الْعُلُوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات فِي وُقُوعهَا مُتَقَدّمَة عَلَيْهَا أَي الْعُلُوم مُتَقَدّمَة على الْحَوَادِث وَذكروا أَنه قَالَ إِنَّهَا فِي غير مَحل نَظِير مَا قَالَت الْمُعْتَزلَة البصرية فِي الْإِرَادَة
وَهَذَا القَوْل وَإِن كَانَ قد احْتج عَلَيْهِ بِمَا فِي الْقُرْآن من قَوْله ليعلم فَتلك النُّصُوص لَا تدل على هَذَا القَوْل
فَإِن هَذَا القَوْل مَضْمُونَة تجدّد علم قبل الْحُدُوث وَالَّذِي فِي الْقُرْآن إِنَّمَا ذكرُوا دلَالَته على مَا بعد الْوُجُود وَهَذَا قَولَانِ متغايران وَإِنَّمَا يحْتَج عَلَيْهِ بِمثل قَوْله فِي حَدِيث أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أَن يبتليهم وَلَيْسَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute