للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يضع شَيْئا إِلَّا فِي مَوْضِعه الَّذِي يُنَاسِبه وتقتضيه الْحِكْمَة وَالْعدْل وَلَا يفرق بَين متماثلين وَلَا يُسَوِّي بَين مُخْتَلفين وَلَا يُعَاقب إِلَّا من يتسحق الْعقُوبَة فَيَضَعهَا موضعهَا لما فِي ذَلِك من الْحِكْمَة وَالْعدْل

وَأما أهل الْبر وَالتَّقوى فَلَا يعاقبهم أَلْبَتَّة قَالَ تَعَالَى أفنجعل الْمُسلمين كالمجرمين مَا لكم كَيفَ تحكمون [سُورَة الْقَلَم ٣٥ - ٣٦] وَقَالَ تَعَالَى أم نجْعَل الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات كالمفسدين فِي الأَرْض أم نجْعَل الْمُتَّقِينَ كالفجار [سُورَة ص ٢٨] وَقَالَ تَعَالَى أم حسب الَّذين اجترحوا السَّيِّئَات أَن نجعلهم كَالَّذِين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات الْآيَة [سُورَة الجاثية ٢١]

قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي الظُّلم وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه يُقَال ظلم الرجل سقاءه إِذا سقا مِنْهُ قبل أَن يخرج زبده قَالَ الشَّاعِر

وَصَاحب صدق لم تنلني شكاته ... ظلمت وَفِي ظلمي لَهُ عَامِدًا أجر

أَرَادَ بالصاحب وطب اللَّبن وظلمه إِيَّاه أَن يسْقِيه قبل أَن يخرج زبده وَالْعرب تَقول هُوَ أظلم من حَيَّة لِأَنَّهَا تَأتي الْحفر الَّذِي لم تحفره فتسكنه وَيُقَال قد ظلم المَاء الْوَادي إِذا وصل مِنْهُ إِلَى مَكَان لم يكن يصل إِلَيْهِ فِيمَا مضى ذكر ذَلِك أَبُو الْفرج وَكَذَلِكَ قَالَ الْبَغَوِيّ أصل الظُّلم وضع

<<  <  ج: ص:  >  >>