وَلِهَذَا كَانَ السّلف يسمون أهل الآراء الْمُخَالفَة للسّنة والشريعة فِي مسَائِل الِاعْتِقَاد الخبرية ومسائل الْأَحْكَام العملية أهل الْأَهْوَاء لِأَن الرَّأْي الْمُخَالف للسّنة جهل لَا علم فصاحبه مِمَّن اتبع هَوَاهُ بِغَيْر علم
وَلِهَذَا يذكر الله فِي الْقُرْآن من يتبع هَوَاهُ بِغَيْر علم ويذم من يتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدي من الله كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمن أضلّ مِمَّن اتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدي من الله وَقَالَ تَعَالَى وَإِن كثيرا ليضلون بأهوائهم بِغَيْر علم إِن رَبك هُوَ أعلم بالمعتدين
وكل من اتبع هَوَاهُ اتبعهُ بِغَيْر علم إِذْ لَا علم بذلك إِلَّا بِهَدي الله الَّذِي بعث الله بِهِ رسله كَمَا قَالَ تَعَالَى فَأَما يَأْتينكُمْ مني هدي فَمن اتبع هُدَايَ فَلَا يضل وَلَا يشقي وَمن أعرض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمي وَلِهَذَا ذمّ الله الْهوى فِي مَوَاضِع من كِتَابه
وَاتِّبَاع الْهوى يكون فِي الْحبّ والبغض كَقَوْلِه تَعَالَى يَا دَاوُد إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ وَلَا تتبع الْهوى فيضلك عَن سَبِيل الله إِن الَّذين يضلون عَن سَبِيل الله لَهُم عَذَاب شَدِيد بِمَا نسوا يَوْم الْحساب فَهُنَا يكون اتِّبَاع الْهوى هُوَ مَا يُخَالف الْحق فِي الحكم قَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كونُوا قوامين بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لله وَلَو على أَنفسكُم أَو الْوَالِدين والأقربين إِن يكن غَنِيا أَو فَقِيرا فَالله