للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذِه اللَّذَّات الثَّلَاث اللَّذَّات الحسية والوهمية والعقلية وَقد علمت أَن كل مَا خلقه الله فِي الْحَيّ من قوي الْإِدْرَاك وَالْحَرَكَة فَإِنَّمَا خلقه لحكمة وَفِي ذَلِك من جلب الْمَنْفَعَة للحي وَدفع الْمضرَّة عَنهُ مَا هُوَ من عَظِيم نعم الله عَلَيْهِ

وَالله سُبْحَانَهُ بعث الرُّسُل لتكميل الْفطْرَة وتقريرها لَا بتحويلها وتغييرها وَأنزل مَعَهم الْكتاب وَالْمِيزَان ليقوم النَّاس بِالْقِسْطِ وَالله شرع من الدَّين مَا فِيهِ اسْتِعْمَال هَذِه الْقوي على وَجه الْعدْل والاعتدال الَّذِي فِيهِ صَلَاح الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

وَمن الْمَعْلُوم أَن قوي الْحَرَكَة فِي الْجَسَد الَّتِي هِيَ حركات طبعية متي لم تكن على وَجه الِاعْتِدَال وَإِلَّا فسد الْجَسَد وَكَذَلِكَ قوي الْإِدْرَاك وَالْحَرَكَة الَّتِي فِيهِ وَفِي النَّفس متي لم تكن على وَجه الِاعْتِدَال وَإِلَّا فسد الْجَسَد وَالْحَرَكَة الطبعية لَيْسَ فِيهَا حس وَلَا إِرَادَة وَهَذِه لَا تكون عَن حَرَكَة إرادية كَمَا تقدم لَكِن لَا يكون ذَلِك فِي نفس المتحرك بطبعه كحركة الْغذَاء قبل أَن يصرفهُ الْخَارِج من السَّبِيلَيْنِ وَغير ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>