للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكل سَيِّئَة يَفْعَلهَا الْمُؤمن لَا بُد أَن تقترن بهَا حَسَنَات لَهُ لَكِن قُوَّة شَهْوَته للسيئة وَمَا زين لَهُ فِيهَا حتي ظن أَنَّهَا مصلحَة لَهُ أوجب وُقُوعهَا وَهُوَ اتِّبَاع الظَّن وَمَا تهوي الْأَنْفس وَهَذَا الْقدر عَارض بعض إيمَانه فترجح عَلَيْهِ حتي مَا هُوَ ضد لبَعض الْإِيمَان فَلم يبْق مُؤمنا الْإِيمَان الْوَاجِب كَمَا قَالَ النَّبِي

لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن وَهُوَ فِيمَا يَفْعَله مُتبع للشَّيْطَان فِيمَا زينه لَهُ حَتَّى رَآهُ حسنا وَفِيمَا أمره بِهِ فأطاعه وَهَذَا من الشّرك بالشيطان كَمَا قَالَ تَعَالَى أفتتخذونه وَذريته أَوْلِيَاء من دوني وهم لكم عَدو بئس للظالمين بَدَلا وَقَالَ تَعَالَى ألم أَعهد إِلَيْكُم يَا بني آدم أَلا تعبدوا الشَّيْطَان إِنَّه لكم عَدو مُبين وَأَن اعبدوني هَذَا صِرَاط مُسْتَقِيم

وَلِهَذَا لم يخلص من الشَّيْطَان إِلَّا المخلصون لله كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن ابليس ولأغوينهم أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المخلصين وَقَالَ تَعَالَى إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان إِلَّا من اتبعك من الغاوين وَقَالَ تَعَالَى إِنَّه لَيْسَ لَهُ سُلْطَان على الَّذين آمنُوا وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانه على الَّذين يتولونه وَالَّذين هم بِهِ مشركون

فَإِذا كَانَ الشَّيْطَان لَيْسَ لَهُ سُلْطَان إِلَّا على من أشرك بِهِ فَكل من أطَاع الشَّيْطَان فِي مَعْصِيّة الله فقد تسلط الشَّيْطَان عَلَيْهِ وَصَارَ فِيهِ من الشّرك بالشيطان بِقدر ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>