للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُجْرمين لقد كَانَ فى قصصهم عِبْرَة لأولى الْأَلْبَاب مَا كَانَ حَدِيثا يفترى وَلَكِن تَصْدِيق الذى بَين يَدَيْهِ وتفصيل كل شئ وَهدى وَرَحْمَة لقوم يُؤمنُونَ

وَلِهَذَا أَمر الله رَسُوله وَالْمُؤمنِينَ بِاتِّبَاع مَا أنزل إِلَيْهِم وَهُوَ طَاعَته وَهُوَ الْمُقدمَة الأولى وَأمرهمْ بانتظار وعده وهى الْمُقدمَة الثَّانِيَة وأمرنا بالاستغفار وَالصَّبْر لأَنهم لابد أَن يحصل لَهُم تَقْصِير وذنوب فيزيله الاسْتِغْفَار ولابد مَعَ انْتِظَار الْوَعْد من الصَّبْر فبالاستغفار تتمّ الطَّاعَة وبالصبر يتم الْيَقِين بالوعد إِن كَانَ هَذَا كُله يدْخل فى مُسَمّى الطَّاعَة وَالْإِيمَان

قَالَ تَعَالَى وَاتبع مَا يُوحى إِلَيْك واصبر حَتَّى يحكم الله وَهُوَ خير الْحَاكِمين

وَقَالَ تَعَالَى وَلَقَد كذبت رسل من قبلك فصبروا على مَا كذبُوا وأوذوا حَتَّى أَتَاهُم نصرنَا وَلَا مبدل لكلمات الله وَلَقَد جَاءَك من نبأ الْمُرْسلين

وَقَالَ تَعَالَى فاصبر إِن الْعَاقِبَة لِلْمُتقين

وَأمرهمْ أَيْضا بِالصبرِ إِذا أَصَابَتْهُم مُصِيبَة بِذُنُوبِهِمْ مثل ظُهُور الْعَدو وكما قَالَ تَعَالَى فى قصَّة أحد وَلَا تهنوا وَلَا تحزنوا وَأَنْتُم الأعلون إِن كُنْتُم مُؤمنين إِن يمسسكم قرح فقد مس الْقَوْم قرح مثله وَتلك الْأَيَّام نداولها بَين النَّاس وليعلم الله الَّذين آمنُوا ويتخذ مِنْكُم شُهَدَاء وَالله لَا يحب

<<  <  ج: ص:  >  >>