وأنطاكية لما جاءها اثْنَان من الحواريين بعد رفع الْمَسِيح آمنُوا بهما وَهِي أول مَدِينَة اتبعت الْمَسِيح وَلم يُهْلِكهُمْ الله بعد الْمَسِيح بِاتِّفَاق الْمُسلمين وَأهل الْكتاب فَكيف يجوز أَن يُقَال هَؤُلَاءِ هم رسل الْمَسِيح
وَأَيْضًا فَإِن الَّذين أتوهم كَانَا اثْنَيْنِ من الحواريين وَأهل الْكتاب معترفون بذلك وَلم يكن حبيب النجار مَوْجُودا حِينَئِذٍ بل هَؤُلَاءِ رسل أرسلهم الله قبل الْمَسِيح وَأهْلك أهل تِلْكَ الْقرْيَة وَقد قيل إِنَّهَا أنطاكية وآمن حبيب بأولئك الرُّسُل ثمَّ بعد هَذَا عمرت أنطاكية وجاءتهم رسل الْمَسِيح بعد ذَلِك
والحواريون لَيْسُوا رسل الله عِنْد الْمُسلمين بل هم رسل الْمَسِيح كالصحابة الَّذين كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرسلهم إِلَى الْمُلُوك وَمن زعم أَن هَؤُلَاءِ حواريون فقد جعل لِلنَّصَارَى حجَّة لَا يحسن أَن يُجيب عَنْهَا وَقد بسطنا ذَلِك فِي الرَّد على النَّصَارَى وَبينا أَن الحواريين لم يَكُونُوا رسلًا فَإِن النَّصَارَى يَزْعمُونَ أَن الحواريين رسل الله مثل إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَقد يفضلونهم على إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَهَذَا كفر عِنْد الْمُسلمين وَقد بَينا ضلال النَّصَارَى فِي ذَلِك
آخِره وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه