لَا يحب الله الْجَهْر بالسوء من القَوْل إِلَّا من ظلم بِخِلَاف غير الزَّوْج فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ حق الافتراش فَلَيْسَ لَهُ قَذفهَا وَلَا أَن يُلَاعن إِذا قَذفهَا لِأَنَّهُ غير مُحْتَاج إِلَى ذَلِك مثل الزَّوْج وَلَا هُوَ مظلموم فِي فراشها لَكِن يحصل بالفاحشة من ظلم غير الزَّوْج مَا لَا يحْتَاج إِلَى اللّعان فَإِن فِي الْفَاحِشَة إِلْحَاق عَار بالأهل والعار يحصل بمقدمات الْفَاحِشَة
فَإِذا لم تكن الْفَاحِشَة مَعْلُومَة بِإِقْرَار وَلَا بَيِّنَة كَانَ عُقُوبَة مَا ظهر مِنْهَا كَافِيا فِي اسْتِيفَاء الْحق مثل الْخلْوَة وَالنَّظَر وَنَحْو ذَلِك من الْأَسْبَاب الَّتِي نهي الله عَنْهَا وَهَذَا من محَاسِن الشَّرِيعَة
وَكَذَلِكَ كثيرا مَا يقْتَرن بالفواحش من ظلم غير الزَّانِيَيْنِ فَإِن إِذا حصل بَينهمَا محبَّة ومودة فَاحِشَة كَانَ ذَلِك مُوجبا لتعونهما على أغراضهما فَيبقى كل مِنْهُمَا يعين الآخر على أغراضه الَّتِي يكون فِيهَا ظلم النَّاس فَيحصل الْعدوان وَالظُّلم للنَّاس بِسَبَب اشتراكهما فِي الْقَبِيح وتعاونهما بذلك على الظُّلم كَمَا جرت الْعَادة فِي الْبَغي من النِّسَاء وَالصبيان أَن خدنه أَو المسافح بِهِ يحصل لَهُ مِنْهُ من الْإِكْرَام وَالعطَاء والنصر والمعاونة مَا يُوجب استطالة ذَلِك الْفَاجِر بترك حُقُوق الْخلق والعدوان عَلَيْهِم