إطلاق لفظ الإله والرب وأمثالهما، جاء على العوام فضلاً عن الخواص. والآية السادسة من الزبور الثاني والثمانين هكذا:(أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم) . فلا يرد ما قال صاحب مفتاح الأسرار أنه وقع في الآية المذكورة هكذا:(أحببت البر وأبغضت الشر، من أجل ذلك يا الله مسح إلهك بدهن البهجة أفضل من رفقائك، ولا يقال لشخص غير المسيح يا الله مسح إلهك) الخ، لأنا لا نسلم أولاً: صحة ترجمته لكونها مخالفة لكلام مقدسهم. وثانياً: لو قطعنا النظر عن عدم صحتها، أقول ادعاؤه صريح البطلان. لأن لفظ الله ههنا بالمعنى المجازي لا الحقيقي ويدل عليه قوله إلهك، لأن الإله الحقيقي لا إله له. فإذا كان بالمعنى المجازي يصدق في حق محمد صلى الله عليه وسلم كما يصدق في حق عيسى عليه السلام.
(البشارة السابعة) في الزبور المائة والتاسع والأربعين هكذا: ١ (سبحوا الرب تسبيحاً جديداً، سبحوه في مجمع الأبرار) ٢ (فليفرح إسرائيل بخالقه، وبنو صهيون يبتهجون بملكهم) ٣ (فليسبحوا اسمه بالمصاف بالطبل والمزمار يرتلوا له) ٤ (لأن الرب يسر بشعبه ويشرف المتواضعين بالخلاص) ٥ (تفتخر الأبرار بالمجد، ويبتهجون على مضاجعهم) ٦ (ترفيع الله في حلوقهم وسيوف ذات فمين في أياديهم) ٧ (انتقاماً في الأمم وتوبيخات في الشعوب) ٨ (ليقيدوا ملوكهم بالقيود وأشرافهم بأغلال من حديد ليضعوا بهم حكماً مكتوماً) ٩ (هذا المجد يكون لجميع أبراره) .