نسب المسيح أن الأول بيّن نسب يوسف النجار والثاني نسَب مريم عليها السلام، وهو مختار صاحب ميزان الحق، وظاهر أن المسيح عليه السلام ليس ولداً للنجار المذكور، ونسبته إليه من قبيل أضغاث الأحلام، بل هو ولد مريم عليهما السلام، وبهذا الاعتبار ليس من أولاد سليمان عندهم، بل من أولاد ناثان بن داود، فلا يكون الخبر الواقع في حق سليمان منسوباً إلى عيسى لأجل النبوة.
الغلط [٣٦] في الباب السابع عشر من سفر الملوك الأول في حق إليا الرسول هكذا: "وكان عليه قول الرب انصرف من ههنا واسْتَخْفِ في وداي كريت، وهناك من الوداي تشرب، وقد أمرت الغربان بقولك فانطلق وَصَنَع مثل قول الرب وقعد في وادي كريت الذي قبال الأُرْدُن وكانت الغربان تجيبُ له الخبز واللحم بالغداء والخبز واللحم بالعشاء ومن الوادي كان يشرب"(وفَسر كلهم غير جيروم لفظ أوريم في هذا الباب بالغربان) وجيروم فسر بالغربان، ولما كان رأيه ضعيفاً في هذا الباب حرف معتقدوه على عادتهم في التراجم اللاطينية المطبوعة وغيروا لفظ العرب بالغربان، وهذا الأمر مَضْحَكة لمنكري الملة المسيحية، ويستهزؤون به، واضطرب محقق فرقة