(والثاني) أن المسيح لم يجلس على كرسي داود ساعة، ولم يحصل له حكومة على آل يعقوب، بل قاموا عليه وأحضروه أمام كرسي بيلاطس، فضربه وأهانه وسلمه إليهم فصلبوه، على أنه يعلم من الباب السادس من إنجيل يوحنا أنه كان هارباً من كونه ملكاً، ولا يتصور الهرب من أمر بعثه الله لأجله على ما بشر جبريل أمه قبل ولادته.
الغلط [١٠٤] في الباب العاشر من إنجيل مرقس هكذا: "الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" وفي الباب الثامن عشر من إنجيل لوقا في هذا الحال (وينال العوض أضعافاً كثيرة في هذا الدهر وفي الدهر الآتي حياة الأبد) وهو غلط لأنه إذا ترك الإنسان امرأة فلا يحصل له مائة امرأة في هذا الزمان لأنهم لا يجوزون التزوج بأزيد من امرأة، وإن كان المراد بها المؤمنات بعيسى عليه السلام بدون النكاح يكون الأمر أفحش وأفسد، على أنه لا معنى