(والجواب) أن الأمور الثلاثة التي ذكرها السائل تغليطات.
أما الأول: فلأن صدور المعجزة ليس من شروط النبوة على حكم هذا الإنجيل المتعارف، فعدم صدورها لا يدل على عدم النبوة.. في الآية الحادية والأربعين من الباب العاشر من إنجيل يوحنا هكذا:(فأتى إليه كثيرون، وقالوا إن يوحنا لم يفعل آية واحدة) .. وفي الآية السابعة والعشرين من الباب الحادي والعشرين من إنجيل متى هكذا:(يوحنا عند الجميع نبي) .. وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨٣٥ (كلهم يحسبون يحيى نبياً) . وقد وقع في الباب الحادي عشر من إنجيل متى قول عيسى عليه السلام في حقه:(إنه أفضل من نبي) . فهذا الأفضل من الأنبياء لم تصدر عنه معجزة من المعجزات على شهادة كثيرين مع أن نبوته مسلمة عند المسيحيين.
وأما الأمر الثاني: فغلط بحت كما عرفت في الفصل الأول.
والأمر الثالث: إما غلط منهم أو تغليط. لأن المراد بما في قوله