(الثاني) أن قوله هذا ولو كان بالنبوة يلزم أن يكون موت عيسى عليه السلام كفارة عن قوم اليهود فقط لا عن العالم، وهو خلاف ما يزعمه أهل التثليث، ويلزم أن يكون قول الإنجيلي وليس عن الأمة فقط الخ لغواً مخالفاً للنبوة. (الثالث) أن هذا النبي المسلم نبوته عند هذا الإنجيلي هو الذي كان رئيس الكهنة حين أسر وصلب عيسى عليه السلام، وهو الذي أفتى بقتل عيسى عليه السلام وكذّبه وكفَّره ورضي بتوهينه وضربه. في الباب السادس والعشرين من إنجيل متى هكذا: ٥٧: "والذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة" الخ ٦٣.
"وأما يسوع فكان ساكتاً فأجاب رئيس الكهنة وقال أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله" ٦٤ "فقال له يسوع أنت قلت، وأيضاً أقول لكم إنكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" ٦٥ "فمزق حينئذ رئيس الكهنة ثيابه قائلاً قد جدَّف، ما حاجاتنا بعد إلى شهود ها قد سمعتم تجديفه" ٦٦ "ماذا ترون؟ فأجابوا وقالوا إنه مستوجب الموت" ٦٧ "حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه" وقد اعترف الإنجيلي الرابع أيضاً في الباب الثامن عشر من إنجيله هكذا: "ومضوا به إلى حنان أولاً لأنه كان حنان قيافا الذي كان رئيساً للكهنة في تلك