للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ كانوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجودِ وَهُمْ سالِمونَ} (١) ...

و ((أيضاً)) في القرآن علَّق الأخوَّة في الدِّين على نفس إقام الصَّلاة وإيتاء الزكاة، كما علَّق ذلك على التوبة من الكفر، فإذا انتفى ذلك انتفت الأخوَّة.

و ((أيضاً)) ؛ فقد ثبت عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركها فقد كفر)) (٢) ، وفي ((المسند)) : ((من ترك الصلاة متعمِّدا؛ ً فقد برئت منه الذِّمَّة)) (٣) .

و ((أيضاً)) ؛ فإن شعار المسلمين الصَّلاة، ولهذا يعبَّر عنهم بها؛ فيقال: اختلف أهل الصَّلاة واختلف أهل القبلة، والمصنِّفون لمقالات المسلمين يقولون: ((مقالات الإسلاميِّين، واختلاف المصلِّين)) ، وفي ((الصَّحيح)) : ((من صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا؛ فذلك المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا)) (٤) ، وأمثال هذه النُّصوص كثيرة في الكتاب والسُّنَّة.

وأمَّا الذين لم يكفِّروا بترك الصَّلاة ونحوها؛ فليس لهم حجَّة إلاَّ وهي متناولة للجاحد كتناولها للتَّارك، فما كان جوابهم عن الجاحد كان جواباً لهم عن التَّارك، مع أنَّ النُّصوص علَّقت الكفر بالتَّولي كما تقدم، وهذا مثل استدلالهم بالعمومات التي يحتجّ بها المرجئة؛ كقوله، ((من شهد أن لا إله


(١) القلم: ٤٣ - ٤٤.
(٢) [صحيح] . رواه الترمذي في (الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، رقم ٢٦٢١) ، والنسائي في (الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، رقم ٤٦٣) ، وابن ماجه في (إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، رقم ١٠٧٩) ؛ من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. وانظر: ((صحيح الجامع)) (رقم ٤١٤٣) .
(٣) [حسن] . رواه أحمد في ((المسند)) (٦ / ٤٢١) ، والطبراني في ((الكبير)) (٢٠ / ١١٧) ، والبيهقي في ((السنن)) (٧ / ٣٠٤) .
(٤) رواه البخاري بنحوه في (الصلاة، باب فضل استقبال القبلة، رقم ٣٩١، ٣٩٣) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

<<  <   >  >>