للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصول ثواب العبادات المالية والبدنية للميت

(وأما ((القراءة، والصدقة)) وغيرهما من أعمال البر؛ فلا نزاع بين علماء السنة والجماعة في وصول ثواب العبادات المالية؛ كالصدقة والعتق، كما يصل إليه أيضاً الدعاء والاستغفار، والصلاة عليه صلاة الجنازة، والدعاء عند قبره.

وتنازعوا في وصول الأعمال البدنية؛ كالصوم، والصلاة، والقراءة، والصواب أن الجميع يصل إليه؛ فقد ثبت في ((الصحيحين)) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من مات وعليه صيام صام عنه وليه)) (١) ، وثبت أيضاً: ((أنه أمر امرأة ماتت أمها وعليها صوم أن تصوم عن أمها)) (٢) ، وفي ((المسند)) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعمرو بن العاص: ((لو أن أباك أسلم فتصدقت عنه، أو صمت، أو أعتقت عنه؛ نفعه ذلك)) (٣) ، وهذا مذهب أحمد، وأبي حنيفة، وطائفة من أصحاب مالك، والشافعي.

وأما احتجاج بعضهم بقوله تعالى: {وَأنْ لَيْسَ للإنْسانِ إلاَّ ما سَعَى} (٤) ؛ فيقال له: قد ثبت بالسنة المتواترة وإجماع الأمة أنه يصلى عليه، ويدعى له، ويستغفر له، وهذا من سعي غيره، وكذلك قد ثبت ما سلف من أنه ينتفع بالصدقة عنه والعتق، وهو من سعي غيره، وما كان من جوابهم في


(١) رواه البخاري في (الصوم، باب من مات وعليه صوم، رقم ١٩٥٢) ، ومسلم في (الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، رقم ١١٤٧) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) رواه البخاري في (الصوم، باب من مات وعليه صوم، برقم ١٩٥٣) ، ومسلم في (الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، رقم ١١٤٨) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
(٣) [حسن] . رواه أحمد في ((المسند)) (٢ / ١٨٢) ، وأبو داود في (الوصايا، باب ما جاء في وصية الحربي) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بنحوه. وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (برقم ٤٨٤) .
(٤) النجم: ٣٩.

<<  <   >  >>