والاضطرابات وإشاعة الرعب، والخوف في قلوب الناس فلا يأمن الناس على أموالهم ولا على أعراضهم بل، ولا على أنفسهم فتضيق عليهم الأرض بما رحبت، فعلى الداعية بذلك الجهد في منع انتشار مثل هذه الأمور، فالداعية جندي من جنود الأمن إذ إن الأمن مطلب شرعي عام لجميع البشر، فلا عيش ولا راحة ولا استقرار، ولا طمأنينة مع الفوضى والاضطراب، وفقدان الأمن فالداعية لا يسمح بهذا بل يكون حصنًا منيعًا من تسرب مثل هذه الأمور الغريبة على الإسلام، وعليه التغيير بالوسائل المتاحة المناسبة حسب تعليمات الشريعة السمحة، فانتشار الفوضى تخلخل في الأمن وقطع مجال الدعوة بل إعلاق بابها في وجه الدعاة المخلصين، فلا مجال للدعوة في بلد تسوده الفوضى، والاضطراب وتسيطر عليه شريعة الغاب، كما هو حاصل في بعض البلدان، فعلى الداعية أن يتفهم الوضع جيدًا ويكون عونا على الخير مانعا للشر والفساد، فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر، فالداعية صاحب رسالة وصاحب هدف عليه أن يسعى جاهدًا لتحقيق الهدف وتأدية الأمانة وتبليغ الرسالة، وهي تبليغ الدعوة ونشر هذا الدين في جميع بلدان العالم، ولا يمكن أن ينتشر هذا الدين إلا بانتشار الأمن، والحماية وتنفيذ الأحكام والحدود التي أمر الله بها وشرعها لحماية المصالح العامة، والخاصة حتى يأمن الناس على أنفسهم وعلى أموالهم وأعراضهم، فالإنسان إذا عاش في بيئة آمنة مطمئنة لا يخاف على شيء مما ذكر، فإنه يستطيع أن يعطي ويأخذ ويتفاعل، وينقاد للدعوة ويتعامل مع الداعية بروح الأخوة والمحبة والتعاون، وهذا أعظم هدف وأبلغ غاية أن يدخل الناس في دين الله أفواجا، وأن يكون