للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجميع إخوة على طريق الدعوة الطويل متعاونين متحابين مطبقين لقول الحق سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ١، فالداعية لا يستطيع الحركة إلا بتوفر الأمن بعدها يستطيع الداعية الانتقال من مكان إلى آخر بكل راحة وطمأنية؛ لأنه يعلم أن عرضه وماله ونفسه محفوظة بحفظ الله سبحانه وتعالى لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه فالأمن مطلب أساسي لنشر هذا الدين، وتبليغ رسالة السماء إلى العالم ومتى فقد الأمن اضطربت الحياة، وعاش الناس في خوف ورعب، وعدم استقرار ينتج عن ذلك عدم تقبل للدعوة؛ لأن الناس مشغولون بالأمن والبحث عن الأماكن الآمنة، والبحث عن العيش والاستعداد للدفاع عن النفس، والعرض والمال الذي يتوقع الهجوم المباغت من قطاع الطريق، وعصابات الإجرام المنتشرة في بعض بلدان العالم حيث لا تجد رادعا ولا موجها ولا ناصحا، ولا واقفا في طريقها بقوة السلاح، فكيف يهنأ هذا الإنسان الأعزل من السلاح في مثل هذه المجتمعات المتفككة، والمنهارة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا بل كيف يكون عند هذا الإنسان استعداد لقبول الدعوة، وهو يعيش هذه الظروف الحرجة والمخيفة والمحفوفة بالمخاطر إذًا لا بد من إيجاد الأرض الآمنة، والعمل على استتباب الأمن حتى يعيش الناس كل الناس في أمن وأمان، فهو مطلب أساسي يجب على الدعاة وغيرهم السعي إلى تحقيقه، وتثبيته بل وترسيخه والدفاع عنه حتى يأمن الجميع على أنفسهم، وأموالهم وأعراضهم أينما كانوا وحيثما حلوا، فالداعية بالذات يجب أن يساهم بقدر كبير من الحفاظ على النظام، وقطع دابر المفسدين


١ تقدمت الآية: ص٦٣.

<<  <   >  >>