للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجيد من الورق، وصفة القلم الذي يكتب به، والحبر ولونه١، وبهذا كان حرصهم على جمع الكتب عظيمًا وحبهم لها شديدًا فهي جليسهم الذي لا يمل وصاحبهم في السفر، ومائدتهم في الجلسات وأنيسهم في الخلوات بل إن منهم من قال: "لا يدخل إلا سوق الكتب والسلاح"٢، "ومن المعاصرين، الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى وغفر لنا وله- يقول عنه الشيخ محمد الشيباني: ولعل الاهتمام بالحديث أصبح شغله الشاغل، حتى كان يغلق محله ويذهب إلى المكتبة الظاهرية، ويبقى فيها اثنتي عشرة ساعة لا يفتر عن المطالعة والتعليق، والتحقيق إلا أثناء فترات أوقات الصلاة. وكان يتناول طعامه البسيط في المكتبة في كثير من الأحيان، ولعمري هكذا الأوائل من أهل الحديث أمثال ابن الجوزي، فقد كان يقول: كنت آكل الخبز اليابس، وأشرب عليه ماء النهر بكورة البصرة"٣، والناس في حال القراءة أصناف متعددة فمنهم من يهتم بالأدب والشعر، ومنهم من هو مغرم بالرياضة وأخبارها، ومنهم من يتابع الأخبار والأحداث، ومنهم من هو مهتم بالصحف والمجلات، ومنهم من هو مهتم بالتجارة والاقتصاد، وما ينشر حول ذلك ومنهم من يعجبه، ويشغله أمور أخرى وو و.... إلخ.

إلى كل هؤلاء نقول: عليكم مع ذلك بالعلم الشرعي والثقافة الشرعية، ولا سيما الداعية فثقافته تختلف عن هؤلاء، وأولئك فهو إن قرأ


١ ومن اللطائف أن الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- استعمل ثلاث ألوان في كتابه الإصابة الذي ألفه على مدى أربعين عامًا. قال رحمه الله تعالى: وقد قيدت بالحمرة أولًا، ثم بالصفرة، ثم بصورة ما يخالطهما ١/ ٦٩٩.
٢ عن كتاب القراءة، لمؤلفه العتيق "ص ١٠".
٣ انظر كتاب "حياة الألباني".

<<  <   >  >>