للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقرأ بعمق لا للإطلاع١، يقرأ ليستفيد ويفيد ويغذي ثقافته، ومعارفه العامة حتى يفيد نفسه أولًا ثم ينقل هذه الفائدة إلى غيره فهو يأخذ، ويعطي فالعبرة من القراءة هي الاستفادة من الكتاب لا بعدد الصفحات، ولا بعدد الكتب التي تنهيها دون أن تستفيد منها، والقراءة المفيدة هي التي يصاحبها ارتياح نفسي وحضور قلب، ورغبة أكيدة وجو مناسب خال من الإزعاج، وإذا مر عليك وأنت تقرأ عبارة غير واضحة، أو حكم شرعي غير واضح كذلك فعليك باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، والاستغفار والذكر {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} ٢، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} ٣، ثم عليك أن تسأل أهل العلم، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون حاول الاطلاع في كتب اللغة العربية لحل ما استعجم من الكلمات، أو الشرح إن كان حديثًا.

إذًا لا بد من الحرص على القراءة والاطلاع ولا سيما الدعاة، فهم أحوج الناس إلى أن يتزودوا بالعلم النافع والعمل الصالح، ويتسلحوا بالصبر والإيمان {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ٤.

فالعلم خير زاد وخير سلاح؛ لأنه سبب للتقوى وسبب لكل خير وفضيلة وتقدم، إن من أسباب تأخر أمة من الأمم هجرها للقراءة، فهي مصدر الوعي في المجتمعات وهي نماء العقول، وإبصار للأعمى، ومجالسة للعلماء والفضلاء وبها تعرف أخبار السالفين، ومنها تعلم


١ لا بأس أن يقرأ للاطلاع لمعرفة ما يجري في الساحة حتى يستطيع الرد والتوجيه والتغيير، أما ثقافته فينبغي أن يتعاهدها من المصادر المتخصصة الصحيحة.
٢ سورة الكهف: الآية ٢٤.
٣ سورة البقرة: من الآية ٢٨٢.
٤ سورة البقرة: الآية ١٩٧.

<<  <   >  >>