للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعمل ويجد حتى لو لم يجد تشجيعا، أو مناصرة أو مساندة من الزملاء في العمل أو من مرؤسيه؛ لأنه يعمل لله، والله هو الذي يعلم ويسمع ويرى لا تخفى عليه خافية من عملك فهو الرقيب عليك، فلا تنتظر مدحا أو إطراء أو تشجيعًا من أحد؛ لأن عملك ليس لهم، والجزاء المترتب على العمل ليس من عندهم، فماذا تنتظر منهم بعد ذلك؟ للأسف بعض ضعيفي النفوس والتي قعدت بهمالهمة يقول أحدهم: أصبت بالإحباط؛ لأن عملي مجهول بالنسبة للناس، فهو يريد الإطراء والمدح ويسميه تشجيعًا، وهذا في الواقع خطأ. والصحيح أنه إن أتى من الناس تأييد وموآزرة فحسن، وإن لم يحصل شيء من ذلك، فليس غريبًا وليس مثبطًا عن السير في هذا الطريق، بل عليك أن تسير بخطًا ثابتة، ويقين صادق واحذر العجب والغرور، فإنه مبطل للعمل. كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ... ". الحديث١.

فاحذر أخي الداعية من العجب والغرور، فإنه قد يدخل على نفس الداعية من حيث لا يشعر. "فمن مداخله:

١- أن يعجب الداعية كل العجب ببلاغته، وجمال منطقه وحسن إدارته وطلاقة لسانه.

٢- أن يغتبط ويسر ويفرح حين يتحدث الناس عن أعماله ونشاطه، ومدى أثره، وتأثيره فيصيبه الغرور.

٣- أن يعتقد الداعية أنه أصبح ذا شهرة علمية، وشخصية دعوية عالمية.


١ انظر الحديث: "ص٢٢" من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>