للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الوقفة الثانية: شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته:]

وهذه الوقفة المهمة، وتلك الفائدة الملموسة يحسها المرء إذا ما قرأ كل حديث أقسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

فأنت تشعر أن في طيات هذا القسم، همّ كبير، وخوف عظيم على عباد الله وأمّته، فهو يرجو لهم الخير، ويخشى عليهم من العذاب، ويتمنى لهم رضى الرحمن، لذلك كان يريد صلى الله عليه وسلم أن يثبّت لهم الحقائق الشرعية ويلفت أنظارهم إليها بأي وسيلة كانت، ومن هذا المنطلق وغيره جاء يمينه وحلفه حتى يوقظ ضمائر أمته، ويستثير عزمهم إلى صراط الله المستقيم. فتذكر هذه الفائدة كذلك عند كل موقف تقرأه.

[الوقفة الثالثة: للمرء الحلف بدون استحلاف:]

فالنبي صلى الله عليه وسلم جاءت أيمانه بدون استحلاف من أحد، ولكنه كان يعلم أهمية الموقف الذي يحلف فيه، ويعرف عظمة ما يحلف عليه، لذا كان صلى الله عليه وسلم لا يتهيّب من ذلك، لأن له صلى الله عليه وسلم نيّة صالحة فيما يحلف عليه. فهو يريد من وراء ذلك هداية الأمة بهذا التأكيد العظيم.

<<  <   >  >>