للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتقول الزبانية: هيهات لات حين أمان، ولا خروج لكم من دار الهوان، فاخسأوا فيها ولا تكلمون، ولو أخرجتم منها لكنتم إلى ما نهيتم عنه تعودون، فعند ذلك يقنطون، وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون، ولا ينجيهم الندم، ولا يغنيهم الأسف، بل يكبون على وجوههم مغلولين، النار من فوقهم، والنار من تحتهم، والنار عن أيمانهم، والنار عن شمائلهم، فهم غرقى في النار، طعامهم نار، وشرابهم نار، ولباسهم نار، ومهادهم نار، فهم بين مقطعات النيران، وسرابيل القطران، وضرب المقامع، وثقل السلاسل، فهم يتجلجلون في مضايقها، ويتحطمون في دركاتها، ويضربون بين غواشيها، تغلى بهم النار كغلي القدور، ويهتفون بالويل والعويل وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون. اهـ «١»

[* ما يستفاد من الحديث:]

١- خطورة أمر الجنة والنار:

وهذه الفائدة تظهر لنا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده!» فهذا قسم شديد على نفس الصالحين، وتلك الشدة، وهذا الهمّ الكبير في هذا القسم يتضح لنا فيما جاء بعد هذا القسم


(١) (إحياء علوم الدين/ ٥/ ١٤٦) للمكتبة العصرية، بيروت، ط ٢، ١٤١٧ هـ.

<<  <   >  >>