قال حنظلة: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا فذكر النار، قال: ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة، قال: فخرجت فلقيت أبا بكر.. الحديث.
فإقراره صلى الله عليه وسلم لتلون نفس حنظلة رضي الله عنه وتقلّبها بين مجالات الجسد وأنماط العبادات من جهة، وبين متطلبات النفس من مرح وانبساط من جهة أخرى؛ اعتراف شرعي ودليل سماوي على اعتبار الترويح والترفيه من كمالات النفس ولوازمها الأساسية لأداء حقوق الخالق والمخلوق بإيقاع ثابت مستمر على ممر الأيام.
٢- عدل الشريعة الإسلامية وكمالها:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لهذا الحديث:
وهذا من عدل الشريعة الإسلامية وكمالها، أن الله عز وجلّ له حق فيعطى حقه عز وجلّ، وكذلك للنفس حق فتعطى حقها، وللأهل حق فيعطون حقوقهم، وللزوار والضيوف حق فيعطون حقوقهم، حتى يقوم الإنسان بجميع الحقوق التي عليه على وجه الراحة، ويتعبد الله عز وجلّ براحة، لأن الإنسان إذا أثقل على نفسه وشدد عليها تعب وملّ، وأضاع حقوقا كثيرة.