ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها، لأن له الأفعال العظيمة والمنن الحسيمة التي من جملتها أن أسرى بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم مّن المسجد الحرام الذي هو أجل المساجد على الإطلاق إلى المسجد الأقصا الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء.
فأسرى به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا، ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته، ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا.
وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه، حيث يسره لليسرى في جميع أموره، وخوّله نعما فاق بها الأولين والاخرين.