فليتأمل العاقل مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجلّه، فإن الله عز وجلّ هو المشتري، والثمن جنات النعيم، والفوز برضاه، والتمتاع برؤيته هناك، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر، وإن سلعة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عظيم وخطب جسيم:
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
مهر المحبة والجنة بذل النفس والمال لمالكها الذي اشتراهما من المؤمنين فما للجبان المعرض المفلس وسوم هذه السلعة؟!
بالله ما هزلت فيستامها المفلسون؛ ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون!
لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد، فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطالون، وقام المحبون ينتظرون أيهم يصلح