الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمّي الأمين، وعلى اله الطيبين الطاهرين، ومن سلك طريقه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مدرسة شرعية مترامية البنيان تربّى في أحضانها كل مخلص لهذا الدين. فهو صلى الله عليه وسلم قائدنا ومربينا ومعلمنا جميع المبادئ السامية، والعلوم الشرعية النافعة، والتوجيهات النبوية الرائدة.
فلقد تربى على يديه العلماء والمربون والمصلحون، وورثوا عنه العلم النافع فالأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ولكن ورّثوا العلم، فالعلماء إذا ورثة الأنبياء.
تعلّم العلماء من المنهل العذب النديّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم من أقواله وأفعاله وتقريراته وسائر أحواله وكانوا بذلك مصابيح الدجى، ومشاعل الهدى للناس كافة.