قال صلى الله عليه وسلم:«فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا» وقال أيضا في حديث اخر: «من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا»
وتلك منّة من الله تعالى، وفضل منه عظيم، على أمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم شديد الكرب والهول، أن يسقى أتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحر والقيظ الشديد، فتبرد جوارحهم، وتلين أعضاؤهم، وتترطب أشداقهم، فلا يقاسون ما يقاسيه الاخرون من شدة العطش، ويبس الشفاه، وتقطيع الأمعاء، فاللهم اسقنا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا. اللهم امين.
٨- ليرج كل عبد أن يكون في جملة الواردين، وليحذر التمني الكاذب:
يقول الإمام الغزالي في الإحياء:
فليرج كل عبد أن يكون في جملة الواردين، وليحذر أن يكون متمنيا ومغترا وهو يظن أنه راج، فإن الراجي للحصاد من بثّ البذر، ونقّى الأرض، وسقاها الماء، ثم جلس يرجو فضل الله بالإنبات، ودفع الصواعق إلى أوان الحصاد.