نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من أهل السعادة إنه سميع قريب. «١»
[مالي وللدنيا]
خلق الله عز وجلّ الإنسان، وجعله خليفة في هذا الكون يعمره وينتفع بكل ما فيه وفق منهج رسمه له، وأرسل من أجل هذا المنهج النبيين مبشرين ومنذرين وسخر له كل ما يعينه على أداء دوره وواجبه من شمس وقمر، ونجوم، وجبال، وشجر، ودواب، وأرض وسماء وماء وهواء ... الخ وحدد له أجلا معينا يحقق فيه ما طلب منه، ثم جعل له دارا أخرى- غير هذه الدار- يلقى فيها جزاء عمله من ثواب وعقاب، وجنة ونار، وما على العاقل- بعد ما تقدم- إلا أن يلقي الدنيا عن كاهله، وأن يطرحها وراءه
(١) (شرح الأربعين النووية/ ٨٣- ٩٥) لابن عثيمين، باختصار، دار الثريا، الرياض، ط ١، ١٤٢٤ هـ