وظاهر الاية أن الإسراء كان في أول الليل، وأنه من نفس المسجد الحرام، لكن ثبت في الصحيح، أنه أسري به من بيت أم هانئ، فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم، فكله تتضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معا، وإلا لم يكن في ذلك اية كبرى، ومنقبة عظيمة.
وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء، وذكر تفاصيل ما رأى، وأنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به من هناك إلى السموات العلى، ورأى الجنة والنار والأنبياء على مراتبهم، وفرض الله عليه الصلوات خمسين، ثم ما زال يراجع ربه بإشارة موسى الكليم حتى صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة، هو وأمته ما لا يعلم مقداره إلا الله عز وجلّ.. اهـ
غير أن كفار قريش قابلوا هذه المعجزة بالتكذيب، والتشنيع، والسخرية والاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم مما سبب له الحزن والتألم لتكذيب قريش له، غير أنه صلى الله عليه وسلم صبر الصبر الجميل، ولم يهتز أمام هذه القلوب الحاقدة الحاسدة الماكرة وأعلن أمامهم التفاصيل