للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تدعها تأكل من خشاش الأرض، فلا هي أطعمتها ولا هي سقتها حتى ماتت، فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت وإذا ولّت تنهش أليتها ... » «١»

وفي رواية للبخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.... إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع.» «٢»

يحذرنا الإمام الغزالي من النار التي راها النبي صلى الله عليه وسلم ويصفها رحمه الله بقوله: فأسكنوا- أي أهل النار- دارا ضيقة الأرجاء، مظلمة المسالك، مبهمة المهالك، يخلد فيها الأسير، ويوقد فيها السعير، شرابهم فيها الحميم، ومستقرهم الجحيم، الزبانية تقمعهم، والهاوية تجمعهم، أمانيهم فيها الهلاك، وما لهم منها فكاك.

قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي، ينادون من أكنافها، ويصيحون في نواحيها وأطرافها، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود.


(١) صحيح: رواه النسائي، كتاب الكسوف، ١٤- نوع اخر، رقم (١٤٨٢) وصححه الألباني بالرقم السابق طبعة بيت الأفكار الدولية.
(٢) البخاري: كتاب الكسوف، باب: صلاة الكسوف جماعة، رقم (١٠٥٢) .

<<  <   >  >>