وسترى في هذا الموقف كيف أنه صلى الله عليه وسلم صحح تلك المفاهيم، وفي نفس الوقت أكّد على الحقيقة التي يجب أن تغرس في النفوس وهي فضل الذكر، وفضل الإخلاص لله رب العالمين، وذلك بقوة اليقين وكذا صدق الالتجاء إلى الركن الركين جل وعلا، وأقسم أن الإنسان لو ظل على هذه الحالة لصافحته الملائكة لشدة اليقين والإيمان الذي عنده، وإلى الموقف النبوي الكريم.
عن حنظلة الأسيديّ رضي الله عنه قال: - وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة! قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكّرنا بالنار والجنة، حتى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك؟» قلت: يا رسول الله! نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي،