وقد قرأنا بعض فصوله، فوجدته من العلم المؤصّل الذي يستند على الدليل المقنع والذي تحتاجه الأمة اليوم، وقد بذل فيه جهده، وعمر به وقته، ليخرج للناس زادا يتزودون به في سيرهم إلى الله والدار الاخرة.
ولقد أحسن الشيخ خميس السعيد في كتابه هذا، والذي بيّن فيه مواقف عظيمة حلف فيها النبي صلى الله عليه وسلم وشدّد فيها بيمينه حرصا منه صلى الله عليه وسلم على هداية أتباعه، وترغيبا لهم في الخير، فتارة يقسم أنه ودّ أن يقتل ثم يحيا، ثم يقتل في سبيل الله ثم يحيا، وفي هذا ترغيبا لأصحابه على الجهاد في سبيل الله، وتارة يحلف أنه ما يخشى الفقر على أصحابه بل يخشى أن تفتح الدنيا على أتباعه، وفي هذا تحذير لهم من مزالق الدنيا وفتنتها، وهكذا ... فهو صلى الله عليه وسلم يحلف لمن اتبعه فيرغّبهم في الخير، أو ليدفع عنهم الشر، أو ليفقههم في الدين، أو ليخبرهم بنبأ من سبقهم ليتعظوا وهكذا.. أسأل الله تعالى أن تكون هذه الرسالة علاجا لما استفحل من كثرة الحلف بلا داعية إلى ذلك، والتجرؤ على الأيمان جزافا بلا مصلحة ظاهرة، وأن يعين الله بها ما انتشر من أيمان كاذبة والعياذ بالله.