عين اليقين، وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب/ الاية ٢٢] . اهـ
ورغم هذه الشدائد العظيمة التي أحيقت برسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يخرج عن سجيته المعروفة، وشمائله المعلومة من تعاونه مع صحابته وتواضعه الذي حمله على مشاركتهم في صد العدو بالأسباب المتاحة من حفر الخندق معهم ومشاركتهم في حمل التراب والحجارة وغير ذلك مما يوحي بكمال خصاله، وتفرّد خلاله، ورسوخ أخلاقه العظيمة في جميع الأحوال، وكل الأطوار.
عن البراء رضي الله عنه قال:" رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره- وكان رجلا كثير الشعر-" وفي رواية: " كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبرّ بطنه وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأعداء قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا