ونحن هنا نقطف من حياته وأقواله صلى الله عليه وسلم قطفا وغصنا باسقا نهتدي بهديه، ونقتفي أثره، ونتعلم من توجيهاته، ونلزم تأكيداته التي وردت على لسانه، وهذا جانب مهم نتعلمه هنا في هذه الرسالة من حياة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الخلق على هداية الأمة، وهذا ما سنراه واضحا بإذن الله في هذه الرسالة والتي جمعت فيها جانبا من جوانب قسمه وتأكيداته بحلفه العظيم لأمته على أمور خلقوا من أجلها، ومهام شرعية يستحثهم عليها، ويأمرهم فيها بطاعة الله تعالى، ويقرّر لهم فيها العقيدة الصافية التي يجب على كل مسلم أن يدين بها، ويحيا من أجلها.
إن الكلام النبوي حديث عزيز على النفس، يجب على العباد امتثاله، والاستضاءة بنوره، والاهتداء بهديه، فإذا كان هذا الحديث النبوي مشفوعا بقسم محمّدي، وبيمين غضّ طري، يخرج من مشكاة