للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا الحادث العظيم نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر بمظهر الكمال الإنساني تجاه هذه النائبة التي تقصم الظهور، وتهز العقول، والتي سرعان ما ينهار فيها الإنسان ويرتكب من الأعمال ما يندم عليه عند ما تهدأ النفوس، وتنجلي الحقائق.

لقد تأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموقف، ولكنه مع ذلك أمسك بزمام نفسه، وسمت أخلاقه حتى احتوت هذه الفتن.

نعم، لقد تأثر وهذا شيء طبيعي. ولكنه أيضا تعامل مع الواقع بحكمة شديدة، نرى فيها كمال خلقه، وعظيم صبره، وقوة بأسه، ورجاحة عقله، وقوة فطنته وذكائه.

فصلى الله عليه وعلى اله جميعا إلى يوم الدين.

هذه الحادثة سردها يطول، ولكن سأحاول أن أجلّي بعض الصور التي صبر فيها رسول الله تجاه هذا الموقف وتلك المصيبة التي ألمت بال بيته جميعا، ولكنها ما فتئت أن كانت خيرا وصارت قرانا يتلى إلى يوم القيامة، وطهرا ينشر عبيره في أرجاء الكون كله، ودوحة باسقة يتقلدها المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولال بيته جميعا.

<<  <   >  >>