للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المشايخ (١)، ثُمَّ بعد أن أحسَّ أن الرحلة سنة من يطلب هذا الشأن (الحديث)، شدَّ رحاله إلى بلاد العجم، ولزم فيها الإمام الرافعي (٢) وبه تفقه وبرع في مذهب الشافعي (٣).

ثُمَّ أجاب أبو عمرو داعي العلم في خراسان حيث الأسانيد العالية التي يرغب فيها أهل الحديث، فدخل نيسابور، ومرو، وهمذان، إلاَّ أن أبرز مَنْ لَقِيَ من المشايخ هناك: الإمام أبا الْمُظَفَّر السمعاني (٤)، وبعد أن سمع وحصّل ((الكثير بالموصل وبغداد ودنيسر (٥) ونيسابور ومرو وهمذان ودمشق وحران)) (٦)، وتأهّل لأن يكون إماماً يشار إليه بالبنان. عاد أدراجه بعد رحلة طويلة جال فيها أهم مراكز العلم في بلاد المشرق الإسلامي، فدخل دمشق وقد ناهز السادسة والثلاثين من عمره الذي كانت عدد سنواته (ستة وستين عاماً)، وكان ذلك في حوالي سنة (٦١٣ هـ‍) (٧).

ثُمَّ قصد القدس فأقام بها (٨)، ودرَّس في المدرسة الصلاحية وتسمى الناصرية أيضاً (٩)، ثُمَّ لما أمر الملك المعظم بهدم سور القدس (١٠)، نزح إلى دمشق مستقرّاً بها (١١)، وذلك في حدود سنة (٦٣٠ هـ‍) (١٢).

ولا نُغْفِل أن أبا عمرٍو سافر إلى الحرمين حاجّاً، - قَبْلَ استقراره في دمشق وبعدها - وهو لَمْ يعدم في سفرته هذه علماً يضيفه إلى مخزون علمه (١٣).


(١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤١.
(٢) ستأتي ترجمته في مبحث: شيوخه.
(٣) انظر: طبقات الشافعية لابن هداية الله: ٢٢١.
(٤) ستأتي ترجمته في مبحث: شيوخه.
(٥) بضم أوله: بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة، وتدعى: قوج حصار. معجم البلدان ٢/ ٤٧٨.
(٦) طبقات الشافعية للإسنوي: ٢/ ١١٣.
(٧) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤٢.
(٨) انظر: الأنس الجليل ٢/ ١٠٤.
(٩) انظر: مرآة الجنان ٤/ ٨٥، والبداية والنهاية ١٣/ ١٤٢.
(١٠) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤١.
(١١) انظر: شذرات الذهب ٥/ ٢٢١.
(١٢) انظر: طبقات الشافعية للإسنوي ٢/ ١٣٣.
(١٣) انظر: مقدمتنا لشرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٢.

<<  <   >  >>