للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكَرَّامِيَّةِ (١) ذَهَبَ إلى جوَازِ وَضْعِ الحديثِ في بابِ التَّرغِيْبِ والتَّرهِيْبِ (٢).


(١) نسبةً إلى محمد بن كرّام السجستاني، قال الذهبي في السير ١١/ ٥٢٣: ((خُذِلَ حَتَّى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها)).
وكرّام: المشهور - بتشديد الراء - ضبطه الخطيب، وابن ماكولا، وابن السمعاني، وغير واحد، وهو الجاري على الألسنة.
وقيل: كَرَام - بالتخفيف والفتح -، وقيل: كِرَام - بالكسر - على لفظ جمع كريم. انظر: ميزان الاعتدال ٤/ ٢١، ونكت الزركشي ٢/ ٢٨٨، ونكت ابن حجر ٢/ ٨٥٨، والنكت الوفية: ١٨٣ / أ.
(٢) واستدلّوا لما ذهبوا إليه بحديث رواه يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرّف، عن عمرو ابن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود يرفعه: ((من كذب عليّ متعمداً ليضلّ الناس فليتبوّأ مقعده من النار)).
قلنا: الدلالة لهم في هذا الحديث لما ذهبوا إليه منتفية من حيث الصنعة الحديثية، ومن حيث الدلالة.
أما من حيث الصنعة فلما يأتي:
- روي هذا الحديث عن يونس بن بكير من غير هذه الزيادة. أخرجه الحاكم في المدخل إلى الصحيح: ٩٨ - ٩٩.
- هذا الطريق أخرجه البزار: (٢٠٩ كشف الأسرار)، والطحاوي في شرح المشكل (٤١٨)، وابن عدي في مقدمة الكامل ١/ ٨٤، والحاكم في المدخل إلى الصحيح: ٩٩ - ١٠٠، وابن الجوزي في الموضوعات ١/ ٩٧.
قال الطحاوي: ((هذا حديث منكر، وليس أحد يرفعه بهذا اللفظ غير يونس بن بكير، وطلحة ابن مصرِّف ليس في سنّه ما يدرك به عمرو بن شرحبيل تقدم وفاته، وقد حُدِّثَناه من غير حديث يونس بن بكير، فأدخل فيه بين طلحة وعمرو بن شرحبيل أبا عمار وهو غريب)).
وقال ابن عدي: ((هذا اختلفوا فيه على طلحة بن مصرَّف: فمنهم من أرسله، ومنهم من قال: عن علي بدل عبد الله، ويونس بن بكير جوّد إسناده)).
وقد نبّه الحاكم في المدخل إلى الإكليل: ١٠٠ على خطأ يونس بن بكير في موضعين:
الأول: أنه أسقط بين طلحة وعمرو رجلاً هو أبو عمار.
الثاني: وصله بذكر ابن مسعود، وإنما هو مرسل.
وقد أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (٤١٩) من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم - من أحفظ الناس لحديث الأعمش (تقريب التهذيب ٥٨٤١) - عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل مرفوعاً. ليس فيه ذكر لابن مسعود.
ثم قال: ((وقد وجدناه أيضاً من حديث الثوري، عن الأعمش كذلك غير أنه قال: عن عمرو ابن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام)). ثم رواه من هذه الطريق (٤٢٠). =

<<  <   >  >>