للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَنْعَرُ)) (١) - بالنُّونِ - وإنَّما هوَ: ((تَيْعَرُ)) (٢) - بالياءِ المثناةِ مِنْ تحتُ -. وأنَّهُ قالَ لهمْ يوماً: ((نَحْنُ قَوْمٌ لنا شرَفٌ، نحنُ مِنْ عَنَزَةَ (٣)، قَدْ صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلينا))، يُرِيدُ ما رُوِيَ ((أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى إلى عَنَزَةَ)) (٤)، تَوَهَّمَ أنَّهُ صَلَّى إلى قَبِيلَتِهِمْ، وإنَّما العَنَزَةُ هاهنا حَرْبَةٌ نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إليها (٥).

وأظْرَفُ (٦) مِنْ هذا ما رُوِّيْناهُ عَنِ الحاكِمِ أبي عبدِ اللهِ عَنْ أعرابيٍّ زَعَمَ أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا صَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَديهِ شاةٌ، أي: صَحَّفَها عَنْزَةً - بإسْكانِ النُّونِ (٧) -. وعَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أيضاً: أنَّ أبا بكرٍ الصُّولِيَّ (٨) أمْلَى في الجامِعِ حديثَ أبي أيُّوبَ: ((مَنْ صَامَ


(١) الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٢٩٥ (٦٣١).
وهذا الجزء أخرجه الحميدي (٨٤٠)، وأحمد ٥/ ٤٢٣، والدارمي (١٦٧٦) و (٢٤٩٦)، والبخاري ٨/ ١٦٢ (٦٦٣٧)، ومسلم ٦/ ١٢ (١٨٣٢) (٢٧)، ونَعَر يَنْعَِرُ، كـ: ((منع وضرب)): صاحَ وصَوَّتَ بخَيْشُومِهِ. تاج العروس ١٤/ ٢٥٧.
(٢) تَعَرَ، كـ: ((منع))، أي: صاحَ يَتْعَرُ تَعْراً. انظر: التاج ١٠/ ٢٨٦.
(٣) بفتح العين المهملة والنون. انظر: الأنساب ٤/ ٢٢١، وتاج العروس ١٥/ ٢٤٨.
(٤) هذه إشارة إلى حديث ورد عن جماعة من الصحابة. انظر مثلاً: مسند أحمد ٤/ ٣٠٨، وصحيح البخاري ٢/ ٢٥ (٩٧٣)، وصحيح مسلم ٢/ ٥٥ (٥٠١) (٢٤٦)، وابن ماجه (١٣٠٤).
(٥) انظر: الصحاح ٣/ ٨٨٧، والتاج ١٥/ ٢٤٧.
(٦) في ب (وأطرف) بالطاء المهملة.
(٧) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث: ١٤٨ - ١٤٩.
(٨) هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصوليِّ، كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة. انظر: تاريخ بغداد ٣/ ٤٢٧، ومعجم الأدباء ١٩/ ١٠٩، والسير ١٥/ ٣٠١.
والصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى صول، وهو اسم لبعض أجداده. الأنساب ٣/ ٥٧٢.

<<  <   >  >>