للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو وائِلٍ، وأبو رَجَاءِ العُطَارِدِيُّ (١) وغيرُهُمْ (٢). وعليهِ في بعضِ هؤلاءِ إنْكارٌ، فإنَّ سَعيدَ بنَ المسَيِّبِ ليسَ بهذهِ المثابةِ؛ لأنَّهُ وُلِدَ في خِلافةِ عُمَرَ، ولَمْ يَسْمَعْ مِنَ أكثَرِ العَشَرَةِ. وقدْ قالَ بعضُهُمْ: لا تَصِحُّ (٣) لهُ رِوايةٌ عَنْ أحَدٍ مِنَ العَشَرَةِ إلاَّ سَعْدَ ابنَ أبي وَقَّاصٍ (٤).

قُلْتُ: وكانَ سَعْدٌ آخِرَهُمْ مَوْتاً. وذَكَرَ الحاكِمُ قبلَ كَلامِهِ المذكورِ: أنَّ سَعِيْداً أدْرَكَ عُمَرَ فَمَنْ بَعْدَهُ إلى آخِرِ العَشَرَةِ (٥)، وقالَ: ليسَ في جماعَةِ التَّابِعينَ مَنْ أدْرَكَهُمْ وسَمِعَ مِنْهُم غيرُ سَعِيدٍ، وقيسِ بنِ أبي حازِمٍ (٦)، وليسَ ذَلِكَ عَلَى ما قالَ كما ذَكَرْناهُ. نَعَمْ، قَيسُ بنُ أبي حازِمٍ سَمِعَ العَشَرَةَ ورَوَى عَنْهُم. وليسَ في التَّابِعينَ أحَدٌ رَوَى عَنِ العَشَرَةِ سِواهُ، ذَكَرَ ذَلِكَ عبدُ الرَّحمانِ بنُ يُوسُفَ بنِ خِرَاشٍ (٧) الحافِظُ فيما رُوِّيْنا أوْ بَلَغَنا عنهُ. وعنْ أبي داودَ السِّجستانِيِّ أنَّهُ قالَ: رَوَى عَنِ التِّسْعَةِ ولَمْ يَرْوِ عَنْ عبدِ الرَّحْمانِ بنِ عَوْفٍ (٨).


(١) بضم العين وفتح الطاء وكسر الراء والدال المهملات. انظر: الأنساب ٤/ ١٨٤.
(٢) معرفة علوم الحديث: ٤٢، وانظر: محاسن الاصطلاح: ٤٤٥.
(٣) راجع: التقييد والإيضاح: ٣٢٠.
(٤) هذا القول ليس بشيء، فحديثه عن عثمان وعلي في الصحيحين. تهذيب الكمال ٣/ ١٩٩، وصح عنه أنه قال: ((شهدت علياً وعثمان)). أخرجه أحمد في العلل: ٢٠٥٣.
وكذلك رأى عمر وسمع منه، لكنه كان صغيراً، ولم يكن سماعه منه لشيء كثير؛ لذا نفاه من نفاه، وقد صح عنه أنَّهُ قال: ((ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر)). المراسيل: ٧٣.
وأخرج البخاري في التاريخ الصغير ١/ ٥٦ و ٢١٦ عنه قال: ((إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن عَلَى المنبر)). وقد قال الإمام أحمد حين سأله أبو طالب صاحبه: ((سعيد عن عمر حجة؟ قَالَ: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لَمْ يُقْبَل سعيد عن عمر فمن يقبل؟)). الجرح والتعديل ٤/ ٦١.
(٥) معرفة علوم الحديث: ٢٥.
(٦) المصدر السابق.
(٧) تاريخ دمشق ٤٩/ ٤٦١ ذكره مسنداً، وهو في تهذيب الكمال ٦/ ١٣٠ (٥٤٨٥).
(٨) سؤالات الآجري (٤٥)، وأورده عن الآجري ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٩/ ٤٦١.

<<  <   >  >>