للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك وهو يقول: " أسيل طويل عذار الرّسن؟ ولكنه أراد أنَّه هريت، وأن مَشَقَّ شِدْقَيْه من الجانبين مستطيل، فقد قصر عذار لجامه، ثمَّ قال: " طويل عذار الرّسن " لأن الرسن لا يدخل في فيه شيء منه كما يدخل فأس اللجام؛ فعذار رسنه طويل لطول خده، وقال أبو داود:

وهْيَ شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيهِ الشَّكيمُ

الشّكيم: فأسُ اللجام. وقال طُفَيْل الغَنويّ:

كأنَّ على أَعْطافهِ ثَوْبَ مائِح ... وإنْ يُلْقَ كَلْبٌ بينَ لَحْيَيْهِ يذهبِ

ويستحب في العنق الطول واللين ويكره فيها القصر والجُسْأَةُ قال الشاعر:

مُلاعِبَةُ العِنانِ بِغُصْنِ بانٍ ... إلى كَتِفَيْنِ كالقَتَبِ الشّميمِ

وقد فرق سَلْمان بن ربيعة بين العِتاق والهُجْنِ بالأعناق، فدعا بطست من ماء فوضعت بالأرض، ثم قُدّمت الخيل إليها واحداً واحداً، فما ثَنى سُنْبُكَهُ ثم شرب هَجَّنَهُ، وما شرب ولم يَثْنِ سُنْبُكَهُ جعله عتيقاً، وذلك لأن

<<  <   >  >>