للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٢٩/ ٦٧٣ - ‌مَالِكٌ ، عَنِ ‌ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ ‌عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ (١). ⦗١٣١٧⦘ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ (٢) لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ. فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَأَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ادْعُ (٣) لِيَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ. فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ. وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَأَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ. فَاخْتَلَفُوا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ، وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هذَا الْوَبَأِ. فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي.

ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي الْأَنْصَارَ. فَدَعَوْهُمْ (٤) فَاسْتَشَارَهُمْ. فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ. وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ. فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي.

ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا (٥) لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا (٦) مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ. مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ. فَدَعَوْهُمْ (٧) فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمُ رَجُلَانِ. فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هذَا الْوَبَأِ.

فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ.

فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (٨) أَفِرَاراً مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ ⦗١٣١٨⦘

فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ! نَعَمْ. نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ. أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ (٩) وَادِياً لَهُ عُدْوَتَانِ. إِحْدَاهُمَا مُخْصِبَةٌ (١٠) وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصِيبَةَ (١١) رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ فَجَاءَ ‌عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَكَانَ غَائِباً فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ (١٢)، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هذَا عِلْماً. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ. وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ».

قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ (١٣) .


الجامع: ٢٢
(١) بهامش الأصل: «سنة سبع عشرة، واستخلف بالمدينة زيد بن ثابت».
(٢) ضبطت في الأصل، وفي ص على الوجهين بفتح الراء وإسكانها، وكتب عليها: معاً.
(٣) في نسخة عند الأصل: «ادعو».
(٤) في ص «فدعاهم».
(٥) رسم في الأصل على «أدعوا» علامة حـ. وفي نسخة عند الأصل: «ادع»، وعليها علامة التصحيح. وفي ص وق «ادع».
(٦) في نسخة عند الأصل: «هنا».
(٧) رمز في الأصل على: «فدعوهم»، علامة «هـ» وعليها علامة التصحيح.
واختلفت النسخ عند الأصل، ففي بعضها «فدعاهم»، وفي أخرى «فدعا بهم»، وفي أخرى «فدعوتهم».
(٨) في نسخة عند الأصل: «بن الجراح»، يعني: أبا عبيدة بن الجراح.
(٩) ضبطت في الأصل على الوجهين: بتسكين التاء وضمّها.
(١٠) في نسخة عند الأصل «الخصبة».
(١١) رمز في الأصل على «الخصيبة» علامة «هـ»، وفي ص: «المخصبة»، وبهامش ص في «ص: الخصيبة»، وفي ق: «الخصيبة».
(١٢) بهامش ص في ها: «حاجاته».
(١٣) بهامش الأصل: «ندم على رجوعه، قال ابنه: سمعته يقول: اللهم اغفر لي رجوعي من سرغ».


«مشيخة»: الطاعنون في السن، الزرقاني ٤: ٢٩٥؛ «إني مصبح» أي: مسافر في الصباح راكبا، الزرقاني ٤: ٢٩٦؛ « .. بسرغ» هي: قرية بوادي تبوك، الزرقاني ٤: ٢٩٤؛ «عدوتان» أي: شاطئان وحالتان، الزرقاني ٤: ٢٩٦


قال الجوهري: «وفي رواية أبي مصعب: وكان عمر يكره خلافه، نعم، نفرّ».
قال «حبيب: قال مالك: سرغ قرية بوادي تبوك في طريق الشام».
«وقيل: بسرغ من أدنى الشام، بلغه أن الوباء قد وقع بدمشق»، مسند الموطأ صفحة ٧٤ - ٧٥


أخرجه أبو مصعب الزهري، ١٨٦٧ في الجامع؛ وأبو مصعب الزهري، ١٨٧٠ في الجامع؛ وابن حنبل، ١٦٨٣ في م ١ ص ١٩٤ عن طريق إسحاق بن عيسى؛ والبخاري، ٥٧٢٩ في الطب عن طريق عبد الله بن يوسف، وفي، ٥٧٣٠ في الطب عن طريق عبد الله بن يوسف؛ ومسلم، السلام: ٩٨ عن طريق يحيى بن يحيى التميمي؛ وأبو داود، ٣١٠٣ في الجنائز عن طريق القعنبي؛ وابن حبان، ٢٩٥٣ في م ٧ عن طريق عمر بن سعيد بن سنان عن أحمد بن أبي بكر؛ وأبو يعلى الموصلي، ٨٣٧ عن طريق أبي خيثمة عن معن بن عيسى؛ والقابسي، ٦٣، كلهم عن مالك به.

<<  <  ج: ص:  >  >>