للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله في الفلوات وعدنا الناس من السفهاء والمجانين في ذلك لما كان ذلك بكثير منا.

وأنتم رؤساء الدين والدنيا في مكانكم (١) أعز من الشيوخ، والعوام كلهم تبع لكم، فاحمدوا الله على ذلك ولا تعتلوا (٢) بشيء من الموانع.

وتفهمون أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يرى ما يكره، ولكن أرشدكم في ذلك إلى الصبر، كما حكى عن العبد (٣) الصالح (٤) في وصيته لابنه، فلا أحق من أن تحبوا لله (٥) وتبغضوا لله (٦) وتوالوا لله وتعادوا لله.

وترى يعرض في هذا أمور شيطانية، وهي أن من الناس من ينتسب لهذا الدين، وربما يلقي الشيطان لكم أن هذا ما هو بصادق، وأن له ملحظ دنيوي، وهذا أمر ما يطلع عليه إلا الله، فإذا أظهر أحد الخير فاقبلوا منه ووالوه، فإذا ظهر من أحد شر، وإدبار عن الدين فعادوه واكرهوه، ولو أحب حبيب.

وجامع الأمر في هذا: أن الله خلقنا لعبادته وحده لا شريك له؛ ومن [٦٨] رحمته بعث لنا رسولا يأمرنا بما خلقنا له، ويبين لنا طريقه، وأعظم


(١) في (ق) : "مكانتكم ".
(٢) أي: لا تمتنعوا.
(٣) في (ق) : "عبد الله ".
(٤) في (المطبوعة) زيادة: " لقمان ".
(٥) في (ق) : " في الله ".
(٦) في (ق) : "في الله ".

<<  <  ج: ص:  >  >>