للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالصد (١) عن سبيل الله والكفر به، مع معرفته؟ .

وهذا الرجل لا يبدي قولة في اعتراضه وتلبيسه إلا هي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة، ولو كنت تعرف الكتاب العزيز، وما دل (٢) عليه من الحدود (٣) والأحكام والاعتبار؟ لأحجمت عن هذه العبارات التي لا يقولها إلا أفلس الخلق من العلم والإيمان.

يا خاسرا هانت عليه نفسه ... إذ باعها بالغبن من أعدائه

لو كنت تعلم قدر ما قد بعته ... لفسخت ذاك البيع قبل وفائه (٤)

أو كنت كفؤا للرشاد وللهدى ... أبصرت , لكن لست من أكفائه

وأما قوله: (فأنزل هذا الرجل نفسه بمنزلته (٥) وكابر بذلك على الغوغاء وسفك الدماء. . .) إلخ.

فيقال: إن كلام الشيخ رحمه الله فيمن كفر بدين الرسول، وسنته مع معرفته له، كائنا من كان، عرف الشيخ أو لم يعرفه، وليس في الكلام تصريح على ذكر الشيخ وطاعته، بل هو حكم شرعي عام، فنسبة من قاله ورميه بأنه نزل (٦) نفسه منزلة الرسول من أعظم البهت والفرية على أهل العلم والدين، والعلماء في قديم الزمان وحديثه هم الموقعون (٧) عن الله


(١) في (ح) و (المطبوعة) : "من الصد".
(٢) في (ق) : "دلت".
(٣) ساقطة من (ح) .
(٤) في (المطبوعة) : " هذا ".
(٥) في (ح) و (ق) : "بمنزلة".
(٦) في (ق) و (م) : " أنزل".
(٧) في (ق) : " المدافعون"، وفي (م) : "الموقعون ".

<<  <  ج: ص:  >  >>