للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسوله، المترجمون لوحيه وتنزيله، فمن رد عليهم ولم يقبل منهم - زعما منه أنهم يدعون إلى أنفسهم (١) ففيه مشابهة بمن رمى الرسل بذلك من قوم نوح وقوم فرعون، وقد تقدم ما قالوه لأنبيائهم.

وقال تعالى فيمن استكبر عن متابعة الرسل، ولم يرضهم في التبليغ عن الله، واتهمهم في ذلك: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا (٢) لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان: ٢١] [الفرقان / ٢١]

فوصفهم بالكبر والعتو الكبير؛ لما اقترحوا هذه الاقتراحات، ولم يسلموا لما جاء به (٣) من الوحي والآيات، وهكذا كل مستكبر وعات، عما جاءت (٤) به الرسل، وما قرره أهل العلم، يرده ولا يقبله قدحا فيهم وزعما منه أنهم يدعون إلى أنفسهم، وأنه لا يصلح أن يكون تابعا، فما أقرب المشابهة بين هؤلاء الضلال وإخوانهم الأولين، أتواصوا به؟ بل هم قوم طاغون.

وأما قوله: (والآية الأخرى نزلت في صناديد قريش على الصحيح من قول المفسرين، كابن عباس رضي الله عنهما (٥) وهم الذين هموا، بإخراج الرسول صلى الله عليه وسلم (٦) باجتماعهم على ذلك في دار الندوة) .


(١) في (ق) : "لأنفسهم".
(٢) في النسخ الأربع: "وقالوا لا لو"، وهو خطأ.
(٣) في (المطبوعة) : "جاءت به الرسل ".
(٤) في (ق) : "جاء".
(٥) ساقطة من (المطبوعة) .
(٦) ساقطة من (المطبوعة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>