للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسل، وما جاء به الرسل (١) ولم يحبوه كله، بل فرقوا بين شعب الإيمان وأصوله، وأرادوا أن يتخذوا سبيلا بين الإيمان بالكل ورد الكل.

فهذا عين ما قرره شيخنا (٢) فإن كراهة إيمان بعض الخلق كراهة لما أنزل الله فافهمه.

قال في "الإقناع " في باب حكم المرتد (٣) (أو كان مبغضا لما جاء به الرسول) (٤) يعني فيكفر.

وإذا أبغض دخول الناس في دين الله والتزامه، فهو مبغض لما جاء به الرسول بلا ريب، ويكفي المؤمن في تكفير من كره بعض ما أنزل الله هذه الآية التي ذكر المصنف.

ومعلوم أن المتابعة لم تحصل من هذا الصنف على وجه الكمال، وكذا الحب، لكن معه من الحب والمتابعة ما لا يحصل به نجاته وإسلامه.

يوضح هذا: أن من أحب الإسلام والتزمه (٥) واتبعه (٦) ولكن، جوز نبوة مسيلمة أو غيره ممن يدعي النبوة، يكفر بذلك؟ ولا ينجيه ما معه من الإسلام والمتابعة، وهكذا غلاة القدرية ونحوهم، ممن له تعبد ومتابعة في كثير من الأركان والشعب.


(١) في (م) : "بجميع ما جاءت به الرسل "، وفي (ح) : "بجميع الرسل وحب الرسل ".
(٢) في (ق) زيادة: "رحمه الله تعالى".
(٣) انظر: " الإقناع " (٤ / ٢٩٧) .
(٤) في (ق) زيا د ة: "صلى الله عليه وسلم ".
(٥) في (ح) : "والتزامه ".
(٦) في (ح) و (ق) و (م) : " وتبعه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>